|
|
رأس السنة عند البابليين طقوس دينية واحتفالات شعبية
صفحة 1 من اصل 1
رأس السنة عند البابليين طقوس دينية واحتفالات شعبية
رأس السنة عند البابليين طقوس دينية واحتفالات شعبية
عدنان الطائي
من الأعياد الدينية المشهورة عند البابليين وأهمها هو عيد رأس السنة أو العام الجديد يشاركون فيها الناس بالمسرات وممارسة الطقوس الدينية ، فهو أقرب ما يكون إلى الأعياد العامة الشعبية بالإضافة إلى صفته الدينية ويقع زمنه ، كما كان يمارس في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد من عصر حمورابي في أوائل شهر نيسان ، أي إبان الاعتدال الربيعي وفي عهود قديمة من حضارة وادي الرافدين كان يُحتفل به مرتين في السنة : مرة في الربيع ويسمى (عيد الحصاد) ومرة في الخريف ويسمى (عيد البذر) ثم ادمج هذان العيدان بعيد واحد ، وهو العيد الذي يقع في اليوم الأول من شهر نيسان ويستمر طوال احد عشر يوما من هذا الشهر . ومن المفيد ذكره بعض الملاحظات عن منشئه واصله ؛ ومما يقال عن ذلك أن موسمه يشير بوجه واضح إلى انه كان بالأصل عيد الطبيعة المتعلق بالخصب والدورة الزراعية ، وانه يستدل من الشعائر التي كانت تقام فيه وكان يرمز أيضا إلى الصراع بين قوى الطبيعة وانتصار العناصر المولدة الممثلة بظهور النبات والخضار في الربيع على القوى المضادة ، أي انتصار الآلهة المنظمة للكون والأقدار على آلهة التدمير والفوضى في الكون . وان من أهم تلك الشعائر التي كانت تتلى في هذا العيد أسطورة الخليقة البابلية الشهيرة ، والتي ملخصها هو انتصار إله بابل (مردوخ) على الآلهة العتيقة الممثلة لقوى الدمار في الطبيعة والتي منها الصواعق والرعد والفيضانات وغيرها من ظواهر الطبيعة ، ويتبع ذلك الانتصار عملية الخلق وإحلال النظام في الكون وتقدير مصائر الناس وأقدار العام الجديد . ويشترط حضور الملك وهدوء الأحوال في البلاد لكي ينعم الإله بالقرابين والناس بالمآدب ؛ وكانت الدعوات ترسل إلى مردوخ دعاء بعد دعاء ليقرر مصائر البلاد والعباد . وقد سمي عيد السنة الجديدة بالمصطلح البابلي(آكيتي) أو (آكيتو) .
إن الغاية من هذا العيد هو مشاركة الناس والملك معهم الأرض في أفراحها حين تتزين في بداية كل عام في فصل الربيع وتلبس حلة قشيبة وتحتفل معها سائر المخلوقات ؛ ففي الأيام الخمسة الأولى من العيد يقوم الكهنة قبل شروق الشمس بتطهير عام لمعبد بابل الرئيسي والمسمى (ايساكلا) وهو المعبد الخاص بكبير الآلهة البابلية مردوخ الذي تبوأ هذا المركز في عهد سلالة بابل الأولى ، وكانت تتلى في إثناء تلك التطهيرات (الطقوسية – السحرية) الصلوات والتراتيل وتقديم القرابين من جانب الكهنة ، ثم تلاوة أسطورة الخليقة البابلية مساء في المعبد ويرجح بأنهم كانوا يقومون بها بتمثيل الحوادث لتلك الأسطورة لغرض تطمين البشر في آمالهم بحلول العام الجديد . كما تقام في اليوم الخامس شعائر تتعلق بتوبة الملك ويمهد لها منذ الصباح المبكر بتقديم القرابين وتطهير المعبد ثانية ورشه بالماء والزيت المقدس وقطع رأس أضحية من قبل كاهنين ويمسحا بجسدها جدران المعبد لإزالة ما قد علق من دنس وشرور ، ثم يأخذ هذان الكاهنان الذبيحة ويرميانها في النهر ويبقى الكاهنان خارج المدينة بقية أيام العيد ، لأنهما صارا نجسين . وفي هذا اليوم تقام مظلة خاصة تسمى (السماء الذهبية) لاستقبال الإله (نابو) لزيارة أبيه مردوخ الذي يأتي من مدينة (بورسبا)
عدنان الطائي
من الأعياد الدينية المشهورة عند البابليين وأهمها هو عيد رأس السنة أو العام الجديد يشاركون فيها الناس بالمسرات وممارسة الطقوس الدينية ، فهو أقرب ما يكون إلى الأعياد العامة الشعبية بالإضافة إلى صفته الدينية ويقع زمنه ، كما كان يمارس في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد من عصر حمورابي في أوائل شهر نيسان ، أي إبان الاعتدال الربيعي وفي عهود قديمة من حضارة وادي الرافدين كان يُحتفل به مرتين في السنة : مرة في الربيع ويسمى (عيد الحصاد) ومرة في الخريف ويسمى (عيد البذر) ثم ادمج هذان العيدان بعيد واحد ، وهو العيد الذي يقع في اليوم الأول من شهر نيسان ويستمر طوال احد عشر يوما من هذا الشهر . ومن المفيد ذكره بعض الملاحظات عن منشئه واصله ؛ ومما يقال عن ذلك أن موسمه يشير بوجه واضح إلى انه كان بالأصل عيد الطبيعة المتعلق بالخصب والدورة الزراعية ، وانه يستدل من الشعائر التي كانت تقام فيه وكان يرمز أيضا إلى الصراع بين قوى الطبيعة وانتصار العناصر المولدة الممثلة بظهور النبات والخضار في الربيع على القوى المضادة ، أي انتصار الآلهة المنظمة للكون والأقدار على آلهة التدمير والفوضى في الكون . وان من أهم تلك الشعائر التي كانت تتلى في هذا العيد أسطورة الخليقة البابلية الشهيرة ، والتي ملخصها هو انتصار إله بابل (مردوخ) على الآلهة العتيقة الممثلة لقوى الدمار في الطبيعة والتي منها الصواعق والرعد والفيضانات وغيرها من ظواهر الطبيعة ، ويتبع ذلك الانتصار عملية الخلق وإحلال النظام في الكون وتقدير مصائر الناس وأقدار العام الجديد . ويشترط حضور الملك وهدوء الأحوال في البلاد لكي ينعم الإله بالقرابين والناس بالمآدب ؛ وكانت الدعوات ترسل إلى مردوخ دعاء بعد دعاء ليقرر مصائر البلاد والعباد . وقد سمي عيد السنة الجديدة بالمصطلح البابلي(آكيتي) أو (آكيتو) .
إن الغاية من هذا العيد هو مشاركة الناس والملك معهم الأرض في أفراحها حين تتزين في بداية كل عام في فصل الربيع وتلبس حلة قشيبة وتحتفل معها سائر المخلوقات ؛ ففي الأيام الخمسة الأولى من العيد يقوم الكهنة قبل شروق الشمس بتطهير عام لمعبد بابل الرئيسي والمسمى (ايساكلا) وهو المعبد الخاص بكبير الآلهة البابلية مردوخ الذي تبوأ هذا المركز في عهد سلالة بابل الأولى ، وكانت تتلى في إثناء تلك التطهيرات (الطقوسية – السحرية) الصلوات والتراتيل وتقديم القرابين من جانب الكهنة ، ثم تلاوة أسطورة الخليقة البابلية مساء في المعبد ويرجح بأنهم كانوا يقومون بها بتمثيل الحوادث لتلك الأسطورة لغرض تطمين البشر في آمالهم بحلول العام الجديد . كما تقام في اليوم الخامس شعائر تتعلق بتوبة الملك ويمهد لها منذ الصباح المبكر بتقديم القرابين وتطهير المعبد ثانية ورشه بالماء والزيت المقدس وقطع رأس أضحية من قبل كاهنين ويمسحا بجسدها جدران المعبد لإزالة ما قد علق من دنس وشرور ، ثم يأخذ هذان الكاهنان الذبيحة ويرميانها في النهر ويبقى الكاهنان خارج المدينة بقية أيام العيد ، لأنهما صارا نجسين . وفي هذا اليوم تقام مظلة خاصة تسمى (السماء الذهبية) لاستقبال الإله (نابو) لزيارة أبيه مردوخ الذي يأتي من مدينة (بورسبا)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى